وذكر البرغوثي في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن عملية الضم تعني أيضاً نهاية وهمين، الأول وهو المتمثل بالمراهنة على الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط فيما يسمى بالسلام، والوهم الثاني يتمثل بإمكانية الوصول لحل وسط مع الحركة الصهيونية التي ترسل رسالة واضحة أنها تريد كل فلسطين والأردن.

وأوضح أن الحديث عن عملية الضم بمنزلة رسالة لكل من توهم بأننا في مرحلة حل مع الحركة الصهيونية والاحتلال، مؤكداً أن الواقع هو أن الفلسطينيين في مرحلة كفاح ونضال ومواجهة.

وبيّن أن هذه الخطوة تعني أن النضال الوطني الفلسطيني لم يعد فقط ضد الاحتلال، وإنما نضال لإسقاط نظام "الأبارتهايد" العنصري في كل فلسطين.

وأضاف: "على الفلسطينيين أن يلقوا خلافاتهم جانباً، وأن يتوحدوا بسرعة، لأن الإسرائيليين سيحاولون أن يقضمونا فرداً فرداً ومجموعة مجموعة".

إغلاق حسابات الأسرى

وحول قيام الاحتلال بالضغط على البنوك لإغلاق حسابات الأسري واستجابة بعض البنوك لهذه الخطوة، قال البرغوثي إن ما يجرى هو أمر في غاية الخطورة.

وأشار إلى أن ردود الأفعال الفلسطينية حتى الآن ضعيفة جدا ومترددة، وتقتصر على ردود الأفعال دون تبني استراتيجية شاملة لمواجهة هذا الأمر.

وحال تم تمرير قرار إغلاق حسابات الأسرى وتجاوبت البنوك معه، رأى البرغوثي أن ذلك يعني بداية انهيار كبيرة، حيث سيبدؤوا بالأسرى وينتهوا بكل شيء.

وأضاف: "لا بد من رد فعل قوي وعدم السماح بالتراخي أمام هذا القرار الإسرائيلي، ولا بد من تصدي جماعي له من الجميع فوراً"، مطالباً بضرورة إنهاء العلاقة مع "إسرائيل" فوراً ولا يجب الانتظار أكثر من ذلك.

وأكد البرغوثي أن مواجهة هذه السياسة لن تكون إلا بتنحية الخلافات الداخلية جانباً، وتشكيل قيادة فلسطينية موحدة وتبنى استراتيجية وطنية كفاحية مشتركة وموحدة، والاستعداد بالتضحية بكل الامتيازات التي حظي بها البعض نتيجة بعض الاتفاقيات التي فرضت على الشعب الفلسطيني.

هجمات الاحتلال بالقدس والضفة

وفيما يتعلق بهجمات الاحتلال على الضفة الغربية والقدس المحتلة واعتداءاته المتكررة، أكد أنها تدخل في إطار سياسية واحدة صهيونية لم تتغير منذ بداية القرن الماضي، والتي تتمثل بضم وتهويد كل فلسطين تدريجيا.

وبيّن أن الاحتلال يعتبر نفسه أنهى ضم وتهويد 78% من أرض فلسطين والآن يريدون إكمال ما تبقى، الذي يجرى ليس جديدا وغريبا، وموجود في كل وثائق الحركة الصهيونية وكتاب نتنياهو.

وتابع: "للأسف تم خداع الفلسطينيين بإيهامهم لإمكانية حل وسط عبر ما سُمي باتفاق أوسلو الذي لم يكن سوى وسيلة لتنفيس نتائج الانتفاضة الأولى وتخدير الفلسطينيين، وكفخ نصب لهم لكي يدخلوا في صراعات مع بعضهم البعض".

وشدد أمين عام المبادرة الوطنية أن الوضع الحالي لا يصلح التعامل به عبر قرارات ضعيفة كما جاء في نتائج اجتماعات اللجنة التنفيذية أمس، مشيراً أن هذه القرارات نموذج لخطورة الوضع الفلسطيني القائم.

كورونا

وفيما يتعلق باستغلال الاحتلال أزمة كورونا لتوسيع الاستيطان ومخططاته، أكد أن "إسرائيل" لديها فرصة مواتية نظراً لانشغال العالم بفيروس كورونا ما سيجعلهم يسرعوا من عمليات الضم والتهويد.

وأضاف: "الاحتلال يخشى أن يسقط ترمب في الانتخابات القادمة وبالتالي يريدون أن ينتهوا من كل شيء قبل نهاية شهر نوفمبر وعقد انتخابات أمريكية جديدة".

وحول زيادة وتيرة الاعتقالات في الضفة الغربية والقدس، لفت أن هذه السياسة تتصاعد بهدف تجفيف كل مقومات صمود الشعب الفلسطيني وكسر مقاومته لصفقة القرن.(İLKHA)